Share |

الثلاثاء، 29 مارس 2011

إلى "شحاتة"...الحسبة تعقدت فلا تنتظر "جمعة الرحيل"

إلى شحاتة...الحسبة تعقدت فلا  تنتظر جمعة الرحيل


جاءت خسارة منتخب مصر أمام مضيفه الجنوب إفريقي في الجولة الثالثة من تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2012 التي ستقام بغينيا الاستوائية والجابون بمثابة الصدمة على جمهور الكرة المصرية بقبوع المنتخب في المركز الأخير للمجموعة السابعة بعد انتصاف مشوار التصفيات برصيد نقطة يتيمة جاءت من التعادل مع سيراليون في الجولة الأولى।

الصدمة لم تأت فقط لأن الخسارة حدثت في الدقيقة 94 بهدف مفيلا المباغت, ولكن الصدمة جاءت بعدما بدأت لعبة الحسابات تأخذ مكانها بين الجمهور عقب نهاية المباراة. فالمنتخب المصري بطل كأس الأمم الإفريقية 2006 و2008 و2010, حسب لغة الأرقام, خرج بنسبة تتجاوز الـ90% من التصفيات, وباتت البطولة القارية الإفريقية في طريقها لأن تقام لأول مرة على مدار تاريخها في غياب حامل اللقب.

تعددت أسباب خسارة الفراعنة, بعضها كنت قد أشرت إليه في كتابات سابقة مثل توقف نشاط كرة القدم في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير, وبعضها الآخر نتيجة التراجع "الطبيعي" لمستوى أي فريق يقترب من مرحلة الإحلال والتجديد, ولكني الآن لن أخوض في تفسير أسباب الهزيمة, فالهزيمة قد حدثت وانتهى الأمر, والوحيد الذي سيكون مطالباً بدارسة وتحليل أسباب هذه الهزيمة هو حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري.

الآن سأفُضل الحديث عن فرص المنتخب المصري في التصفيات, وهي كما قلت في السطور السابقة لا تتجاوز نسبة الـ10%.

تنص لوائح التاهل لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2012 والتي وضعها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" على تنظيم التصفيات بتقسيم المنتخبات الإفريقية إلى 11 مجموعة, تضم 10 مجموعات منها 4 منتخبات, فيما تضم المجموعة الحادية عشرة 5 منتخبات. ويتأهل من المجموعات العشر المنتخب صاحب المركز الأول إلى البطولة, فيما يتأهل من المجموعة الحادية عشرة أصحاب المركزين الأول والثاني إلى البطولة, ليصبح عدد المتأهلين 12 منتخباً يضافوا إلى منتخبي غينيا الأستوائية والجابون فيصبح عدد المتأهلين 14 منتخباً.

ثم يتأهل المنتخبان أصحاب أفضل مركز ثاني في التصفيات من ضمن المجموعات العشر التي ضمت 4 منتخبات ليصبح عدد المشاركين في البطولة 16 منتخباً.

هذا بالنسبة لنظام التأهل, وبمقارنة هذا النظام على موقف منتخب مصر حالياً بعد إنقضاء منافسات الجولة الثالثة, نجد أن منتخب جنوب إفريقيا يتصدر ترتيب المجموعة السابعة برصيد 7 نقاط, ومن خلفه منتخب النيجر برصيد 6 نقاط, ثم منتخب سيراليون برصيد نقطتين, وأخيراً منتخب مصر برصيد نقطة واحدة فقط.

هذه الحسابات تُشير إلى أن أمل منتخب مصر في المنافسة على قمة المجموعة قد تبخر تماماً, وإذا حدثت المعجزة وتأهل أحفاد الفراعنة إلى أمم إفريقيا 2012 سيكون ذلك عن طريق التأهل كأحد أفضل الثواني, ونسبته في التأهل وقتها ستكون 2 على 10 لأنه سيتنافس مع 9 منتخبات أخرى على بطاقتين فقط.

وذكر تقرير لشبكة "يورو سبورت" في نسختها العربية أن الكاف سيقوم بإلغاء نتائج المنتخب صاحب المركز الرابع في المجموعات العشر التي سيتنافس أصحاب المركز الثاني بها على بطاقتي أفضل الثواني, وإذا فاز منتخب مصر بالـ3 مباريات المتبقية له مع إلغاء نتائج النيجر على سبيل المثال قد تكون فرصته قائمة في التأهل كأحد أفضل الثواني, مع الوضع في الاعتبار أن منتخبات مثل مالي في المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط في المركز الثاني خلف كاب فيردي, ونيجيريا في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط أيضاً خلف غينيا, والسودان صاحبة المركز الثاني في المجموعة التاسعة برصيد 7 نقاط خلف غانا, والنيجر بطبيعة الحال, لن تترك الساحة بسهولة لمنتخب الفراعنة للمنافسة على الصعود كـ"أفضل الثواني".

حسن شحاتة, كعادته في التصفيات سواء كانت تصفيات كأس عالم أو أمم إفريقيا يهوى وضع نفسه ومنتخب مصر في المواقف الصعبة, وهذه نقطة سلبية, ولكنه على الجانب الآخر دائماً ما يُجيد تحت ضغوط هذه الموقف الصعبة, ولا يوجد دليل على ذلك أكبر من تصفيات كأس العالم الأخيرة حينما وضع نفسه والمنتخب في موقف صعب عقب التعادل مع زامبيا والخسارة من الجزائر في موقف ألزمه بالفوز في المباريات الأربع التي تبقت في التصفيات وهو ما حدث بالفعل ووصل بمنتخبي مصر والجزائر إلى مباراة السودان الفاصلة لتحديد المتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010.

منتخب مصر الآن يلزمه الفوز وبأكبر عدد ممكن من الأهداف على جنوب إفريقيا وسيراليون والنيجر على الترتيب حتى يرفع رصيده إلى 10 نقاط, ثم عليه انتظار الهدايا من أقدام الآخرين للفوز ببطاقة من بطاقتي أفضل الثواني التي يتنافس عليها 10 منتخبات.

الأمل يبدو ضعيفاً جداً وقد يكون غير موجود بلغة المنطق ولكن لغة الأرقام تُبقى بصيص أمل بسيط لمنتخب مصر, ولغة كرة القدم لا تعترف إلا بالمفاجآت دائماً.

وسواء انتهت تصفيات أمم إفريقيا 2012 بتأهل منتخب مصر أو عدم تأهله, أرى أنه على شحاتة الاكتفاء بما حققه على مدار أكثر من 6 سنوات عمل مع هذا المنتخب, ولكن لا يجب على الإعلام ذبح هذا الفريق ليس لما حققه سابقاً ولكن لأنه من المستحيل أن تبني فريقاً جديداً بنسبة 100% بين ليلة وضُحاها, ولكن لأن مرحلة الإحلال والتجديد التي يجب أن يدخلها منتخب مصر في أسرع وقت سوف تحتاج إلى وجود ركائز من اللاعبين الحاليين بالمنتخب يمثلون عنصر الخبرة في الفريق الذي سيتم بناءه لتصفيات كأس العالم 2018 وليس 2014, لأن بناء منتخب في عام أو ربما أقل هو درباً من دروب الخيال, فلا تنتظروا من منتخب حامل لقب بطولة أمم إفريقيا بعد خروجه من تصفيات البطولة التي يحمل لقبها أن ينافس على بطاقة من البطاقات الخمس المؤهلة إلى مونديال البرازيل.

أخيراً...العد العكسي لتقاعد شحاتة أو "تخليه" عن منصب المدير الفني للمنتخب المصري قد بدأ بـ"إنذار" الأولاد في "جمعة الغضب", فأرجو منه أن يكون أكثر بصيرة من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك, وأن لا تمر عليه أيام "الجمعة" تباعاً وصولاً إلى "جمعة الرحيل" التي قد يقوم عليه فيها جمهور الكرة المصري رافعين شعار "مش هنشمي هو يمشي", فمن الأفضل أن يرحل هو من نفسه بمجرد الخروج "رسمياً" من التصفيات لإفساح المجال للوجوه الجديدة.
abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق